لفهم سبب إنشاء مدى مصر، يوضح مصطفى محيي كيف أن معظم وسائل الإعلام الإخبارية مملوكة للدولة وتديرها (مثل جريدة الأهرام) والباقي مملوكة للقطاع الخاص من قبل رجال الأعمال المصريين (مثل اليوم السابع). تؤثّر أنماط الملكية المهيمنة هذه على التمويل وتشكُّل الخطاب الخاص بالتوجه التحريري للصحيفة.
يتذكر مصطفى كيف ظهر ذلك في جريدة المصري اليوم عندما قرر صاحبها أن الاضطراب السياسي في ٢٠١٣ استدعى تغيير خطاب الصحيفة. قام المالك بتغيير رئيس التحرير ورؤساء الأقسام لفريق جديد من شأنه أن يفرض هذه الرواية الجديدة، المؤيدة للحكومة، على الصحفيين الذين عارض العديد منهم التغيير. قال مصطفى إن التغيير تم إملاءه من أعلى لأنه في مصر “الملكية تفرض السرد”.
تمّ إطلاق مدى مصر كموقع إخباري على الإنترنت في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، في أعقاب الاحتجاجات ضد الرئيس السابق الراحل محمد مرسي والإخوان المسلمين في ٢٣ يناير/كانون أول ٢٠١٣. كرد فعل على الاضطرابات السياسية المتزايدة، تم تأسيس مدى مصر بهدف تغطية القصة من كلا الجانبين والإبلاغ عن جميع وجهات النظر. أرادوا إظهار الواقع على الأرض. يقول مصطفى أنّ هناك قيمة لنوع التغطية المستقلة التي يقدمها مدى مصر:
“كان رأيي ولا يزال أن الصحافة القادمة من الهامش هي ما يمكن الوثوق به”.
بدأ الموقع كمنفذ إخباري باللغة الإنجليزية وبعد فترة وجيزة قدموا المقالات الإخبارية العربية. نما الفريق وأصبح بإمكانهم نشر المزيد. بدأ مصطفى العمل مع مدى مصر لأول مرة في يونيو ٢٠١٤، أثناء الانتخابات الرئاسية المصرية.