عند إطلاق حملة معينة، فإنّ الفريق يقوم بإنتاج محتوى الوسائط المتعددة ثم يقرر النظام الأساسي بناءً على الجمهور المستهدف. أما إذا كانت حملة ردّ فعل، فإنّ الإنتاج والنظام الأساسي مختلفان. بالنسبة لمنصة شريكة ولكن، فإن المحتوى المنتج للموقع ليس هو نفسه المستخدم على منصات التواصل الاجتماعي. حتّى عندما يتعلّق الأمر بمنصات التواصل الاجتماعي، فإنّها لا تقوم بنشر نفس المحتوى. عندما يتعلّق الأمر بالجمهور المستهدف، فإن الوسيلة أمر حيوي. على سبيل المثال، عندما تكون هناك مشكلة تتعلق بالقوانين ويكون الجمهور المستهدف هو صانعو السياسات (المشرّعون)، فإنّ التركيز سيكون على استخدام الوسائط التقليدية مثل برنامج نقاش تلفزيوني.
من ناحية أخرى، إذا كانت حملة رد فعل ويريدون التأثير على الرأي العام، فإن فريق في-مايل سيستخدم الوسائط الرقمية للوصول إلى الشعب اللبناني. في السنوات الأخيرة، استحوذت الشخصيات السياسية في لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، لذا حولت في-مايل استراتيجيتها لتغرّد لهم مباشرة.
يهدف نهج في-مايل إلى تصميم كلّ إنتاج لتلبية أهداف الحملة ومعالجة التوجهات الحالية ومراعاة الجمهور. تضيف علياء أنّ مثل هذا النهج يساعد المنظمة على خدمة مجتمعها وأصحاب العلاقة بشكل أفضل من خلال منحهم المحتوى الإعلامي الذي يرغبون في إيصال رسالة الحملة عبره. تتغير الإستراتيجية الإعلامية دائمًا لتلائم احتياجات الحملة.
عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي وإدارة شبكات التواصل، توزّع في-مايل مهام الاتّصال الخاصة بها للحفاظ على حساباتها نشطة طوال الوقت مع قدرة مستدامة على الردّ. إدارة المشاركة المجتمعية لمنظمة غير حكومية مثل في-مايل ليست مهمة سهلة، تحتاج قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم إلى المراقبة والإشراف على مدار الساعة خاصةً عندما تكون هناك حملة أو إعلان نشط. هذا هو السبب في أن جميع أعضاء الفريق يأخذون مناوبة عمل للتعديل والرد على التعليقات والإشارات على قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة. لجعل هذه العملية سلسة، يقسمون المنصات والساعات بين بعضهم البعض ويحتفظون بمستند الكتروني للأسئلة والأجوبة، والتي يقومون دائمًا بتحديثها حول كيفية الرد وماذا يجب عليهم الرد. بالإضافة إلى ذلك، يجب التحقّق من صحة المعلومات قبل (إعادة) نشر أو مشاركة أي معلومات.
مثال من الحملات الناجحة: أثناء الإغلاق الأولي بسبب وباء الكورونا في لبنان، اتصلت منظمة في-مايل بقوى الأمن الداخلي (بين فبراير/شباط ومارس/آذار ٢٠٢٠) للتحقق من الأمن السيبراني للنساء والفتيات. تم إبلاغ المنظمة بأن الجرائم الإلكترونية ازدادت بشكل عام بنسبة ١٨٤٪ خلال الأشهر الأولى من الوباء، حيث تمّ الإبلاغ عن مئات حالات العنف الإلكتروني كلّ شهر من قبل النساء والفتيات في لبنان (رابط الحملة). كان التحدّي يتمثّل في عدم وجود بيانات عامة أو أبحاث لاستخدامها، لذلك كان عليهم جمع البيانات بأنفسهم. لقد أرادوا أيضًا رفع مستوى الوعي في وقت واحد وتزويد النساء والفتيات بأدوات الأمن السيبراني لحماية أنفسهن.
نصّت رسالة الحملة على حقّ النساء والفتيات في المشاركة على قدم المساواة على المنصات الرقمية وبشكل آمن. أظهرت بيانات في-مايل التي تمّ جمعها أنّ الشابات والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ١٢ و٢٦ عامًا تأثّرن في غالبية حالات العنف الإلكتروني، حيث أبلغت النساء والفتيات عن ٦٨٪ من جميع الحالات. بناءً على هذا الجمهور المستهدف، أجروا بحثًا ووجدوا أن أفضل المنصات للوصول إلى الشابات والفتيات هي تيك توك وانستقرام. لذلك أنتجت في-مايل مقطع فيديو راقص مدّته ٤٠ ثانية. وأيضاً عبر فيسبوك بهدف الوصول إلى النساء الذين هنّ في سنّ أكبر، لذلك تم إنتاج فيديو ترويجي مدته دقيقة واحدة.
كان إنتاج المحتوى والمنصة المستخدمة يختلفان بحسب الهدف من أجل الوصول بشكل فعال إلى الجماهير المختلفة التي تواجه نفس المشكلة. استخدمت في-مايل أيضًا استراتيجية إعلامية لخلق ضجّة دون الاتصال بوسائل الإعلام. للقيام بذلك، تعاونوا مع المؤثرين لاستخدام الهاشتاج # الشاشة_ما_بتحمي في نفس اليوم. نتيجة لذلك، بدأت الحملة تصبح ترند، وبعد ذلك اتّصلت بهم وسائل الإعلام للمشاركة في البرامج الحوارية. لقد شهدوا تغييرًا في سلوك بعض النساء والفتيات، حيث يوجد الآن من يمكنهنّ تبليغه عندما يقعن ضحايا للجرائم الإلكترونية. في العام الماضي، تلقت المنظمة بلاغين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمة عن جرائم الإنترنت ضد النساء والفتيات، ولكن بعد الحملة، أصبحت في-مايل تتلقى الآن أكثر من ٢٠ رسالة يوميًا (مزيد من المعلومات).