
هند خريجة معهد الصحافة وعلوم الاخبار في تونس. بالإضافة إلى عملها المستقل مع انكفاضة ونواة في تونس، تعمل أحيانًا مع وسائل الإعلام الأجنبية. وهي تقوم حاليًا بإطلاق أوّل مجلة إلكترونية نسوية وكويرية في تونس، من المقرّر إطلاقها في ٢٠٢٠.
خلال دراستها الجامعية في المعهد، شعرت هندة أنّها وزملائها الطلاب لم يتمّ تدريبهم على العمل كصحفيين، ولكن ليكونوا أداة بيد الحكومة. تصف هندة دراستها فتقول: “لم نكن ندرس الصحافة أو التواصل. كنّا ندرس تقنيات لتعزيز الديكتاتورية في تونس وتجنّب كل المواضيع المهمة في البلاد. هذا النهج في تعليم الصحافة يتناقض مع آراء هندة حول دور الإعلام في المجتمع؛ “أن تكون صحفيًا يعني الاهتمام بالناس ومنحهم صوتًا، وخاصة النساء”.
بدأت هندة تجربتها في شبكة الويب العالمية في نهاية عام ٢٠٠٤ وأوائل عام ٢٠٠٥، والتي كانت قد تمّ تفعيلها مؤخرًا في تونس. هناك بدأت تقرأ عن النضالات السياسية في تونس على مدونات مختلفة وبدأت حياتها المهنية في النشاط الإعلامي كمدوّنة تحت اسم هندة هندود عام ٢٠٠٧ للحديث عن حرية التعبير وحقوق الإنسان والمرأة والحقوق الجنسية انطلاقاً من تجربتها الشخصية في تونس. بدأت ببطء في نشر أخبار حصرية على مدوّنتها. وهي اليوم لا تزال تنشط على منصات فيسبوك وتويتر وانستقرام.
بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠١٠، عملت هندة كصحفية مستقلة تغطي موضوعات تتعلق بالثقافة التحتية (أو المهمشة) والفن في تونس. بهذه الطريقة، شعرت أنّها تسلّط الضوء على الفنانين الشباب الذين لديهم آراء اجتماعية مختلفة عن سائر الفئات العمرية في البلاد. كما كانت لديها بعض الخبرة في العمل الحر مع “الطريق الجديد“، إحدى الصحف المعارضة، ومع المحطة الإذاعية المستقلة على الإنترنت “راديو كلمة“. خلال هذا الوقت، أصبحت أيضًا نشطة على فيسبوك. تشرح هندة:
“لقد غيّر فيسبوك كثيرًا في تكويننا كصحفيين وناشطين. لقد كانت وسيلة إعلام مفتوحة تمكننا من كتابة مقالاتنا بسرعة ونشرها ومشاركتها”.
كان عام ٢٠١٠ نقطة محورية في حياتها. في ذلك الوقت، كانت ناشطة عامة على فيسبوك بينما كانت تعمل أيضًا في محطة راديو شمس إف إم الموالية للنظام. كانت المحطة الإذاعية مملوكة لابنة الرئيس آنذاك زين العابدين بن علي، وكل ما كان يمكن للصحفيين ومقدمي البرامج أن يتحدثوا عنه كان الموسيقى والحياة الليلية ومواضيع أخرى خفيفة. هذه الممارسات، كما تلاحظ هندة، تكشف عن تأثيرها على الجمهور؛ “يستغرق الأمر وقتًا طويلاً في ظلّ الدكتاتورية لإدراك تعقيد الوضع، خاصّة وأن الدعاية قوية جدًا”. كما وصفت تأثير الدعاية الإعلامية على الجمهور، مشيرة إلى أن الطبقة الوسطى من السكان الذين لديهم وظائف مستقرة يجدون صعوبة في قبول أنهم يعيشون في ظل دكتاتورية في تونس.
بالتوازي مع ذلك، كانت هندة على اتصال دائم بفيسبوك لمتابعة الأخبار حول الأمور المهمة والتعبير عن آرائها السياسية بطرق مختلفة مثل المشاركة في الحملة ضد الرقابة في تونس في عام ٢٠١٠. بعد أن بدأت الثورة في عام ٢٠٢٠، قامت هندة بتغيير في حياتها المهنية لتتفرّغ للتركيز على عمل وسائل الإعلام المستقلة والنشاط السياسي.
تذكر أنه “عندما بدأت الثورة في نهاية عام ٢٠١٠، غيّرتُ كل مسيرتي المهنية لأصبح صحفية مستقلة متفرغة تعمل في الإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام الأجنبية والتونسية، وأعمل معظم الوقت مع الحركات الاجتماعية على إصلاحات حول قوانين الشرطة واستخدام العنف.”
من عام ٢٠١٤ حتى ٢٠١٨، عملت هندة بدوام كامل مع نواة، الموقع الإخباري الرائد والمستقل في تونس. قامت بإعداد تقارير مصورة ومقالات نصية لنواة. “لم يكن الكثير من الناس في ذلك الوقت يرغبون في ممارسة الصحافة والتركيز على المشكلات الاقتصادية، وليس المشكلات السياسية فقط”. منذ ذلك الحين، عملت بشكل حرّ في نواة وانكفاضة، وهما من رواد وسائل الإعلام المستقلة والمناهضة للوضع الراهن في تونس. تقر هندة بأنها تنقّلت كثيراً بين وسائل الإعلام خلال تلك الفترة، وتوضح أن هذا الانتماء المتغير قد لا يكون دائمًا من خلفية سياسية ولكن يمكن تحديده أيضًا من خلال المصالح الاقتصادية.