السيناريو: قوات الشرطة تداهم مكتبك بعنف وتعتقل أو تصادر معظم فريقك، ماذا تفعل؟
في نوفمبر/تشرين أول ٢٠١٩، بعد نشر مقال عن نجل الرئيس المصري الحالي على موقع مدى مصر، اقتحمت الشرطة مكتبهم. كان ثلثا الموظفين هناك وتم احتجازهم واستجوابهم، بل وتعرض بعضهم للاعتداء الجسدي ونقلهم إلى مركز الشرطة.
بدأ الجدول الزمني لحادثة مداهمة المكتب على هذا النحو: نشرنا قصة نجل الرئيس، وتم اعتقال محرر الأخبار لدينا من منزله في اليوم التالي ولم يعرف أحد مكانه لمدة يومين، ثم تمّ اقتحام المكتب. لاحقًا، تمّ إطلاق سراح الجميع “
يتذكر مصطفى أن المداهمة كانت تصعيدًا عنيفًا للإجراءات السابقة لمضايقتنا لأنها لم تكن تستهدف شخصًا واحدًا، بل الفريق العامل بأكمله في مدى مصر. علاوة على ذلك، حصل اعتداء جسدي حقيقي خلال المداهمة”. قام أعضاء الفريق الذين لم يكونوا حاضرين أثناء المداهمة بتغطية الحادث مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتعبئة الرأي العام من زملائهم ومحاولة حمايتهم من وحشية الشرطة.
يتذكر مصطفى قائلاً: “لقد كانت لحظة مربكة، تحول الصحفي إلى مذيع أخبار. إنها خطوة غبية [من قبل الشرطة] أن تحاول تحويل الصحفيين إلى مصدر للأخبار لأن الصحفيين يعرفون كيفية التحكم في السرد.”
بعد ساعات من انتهاء المحنة، أصيب أعضاء الفريق بالصدمة. احتاج فريق مدى مصر لدعم الصحة النفسية للتعامل مع صدمة الغارة العنيفة. بقي أعضاء الفريق على اتصال مع بعضهم البعض، وقد وفر ذلك نظام الدعم اللازم. مدى مصر حرص على رعاية أعضاء الفريق الذين احتاجوا للعلاج في المستشفى بعد الحادث.
وأشار مصطفى إلى أنه بعد الحادث لم يتم حذف المقال الذي أثار مداهمة الشرطة: “نحن لا نحذف أي شيء أبدًا، حتى عندما نخطئ في مقال، ننشر نسخة مصححة محدثة، لكننا لا نحذف النسخة الأصلية”.
وقال مصطفى وهو يتأمل هذه التجربة: “كنا نعلم أن الموضوع حساس، وستكون هناك نتائج خطيرة، لكننا لم نتوقع ما حدث. علاوة على ذلك، علمنا أنه يتعين علينا أن نكون دقيقين للغاية مع القصة وأن نتحقق جيدًا من جميع المعلومات والبيانات ولا نترك أي ثغرات وإلا فسيكون الخطأ قاتلاً “. بالنسبة للدروس المستفادة في مدى مصر حول كيفية البقاء آمنًا، نقل مصطفى عن زميله حسام، “عند الكتابة عن موضوع حساس، اكتب قصة يمكنك الدفاع عنها. لا مكان للفجوات.”
في الفترة التي أعقبت ذلك، عمل مدى مصر على تنظيف المكتب بعد الدمار الذي سببته مداهمة الشرطة ووضع خطة مداهمة لحماية أنفسهم في المستقبل من خلال تحصين المكتب وتشفير الاتصال وتأمين الموقع.