السيناريو | مشكلة أو تحدٍ من تجارب النشطاء الإعلاميين التي وفرت لحظة تعليمية.

مواقف حقيقية واجهت النشطاء حيث نشأت مشكلة تتعلق بالنشاط الإعلامي كيف تخطت المجموعة الموقف.

السيناريو: موقع الويب الخاص بك يشارك قصة إخبارية تبيّن أنها غير صحيحة، فماذا تفعل؟

نشر موقع “شريكة ولكن” خبرًا عن ثلاثة شبان يعتدون جنسيًا على فتاة كانت مفقودة من المنزل منذ يومين. اكتشف في-مايل بعد ذلك أن القصة كانت غير صحيحة. أعاد العديد من متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي نشر الأخبار بسبب مصداقية “شريكة ولكن”. على الرغم من أنّ الخبر استند إلى مصدر إعلامي آخر، أصدر في-مايل  على الفور اعتذارًا علنيًا.

تلاحظ علياء: “الدرس المستفاد هنا هو أنّنا مسؤولون أمام أصحاب المصلحة الذين نخدمهم وأمام جمهورنا الذي نزوّده بالمعلومات. كما نطلب منهم الوقوف معنا على وسائل التواصل الاجتماعي والتقليدي. لذلك إذا أردنا أن يثق بنا الجمهور دائمًا، يجب أن نكون مسؤولين. لذلك إذا ارتكبنا خطأً، فعلينا أن نعترف بذلك، ونعتذر لجمهورنا الذين يدعموننا ويقفون معنا في الخطوط الأمامية في النضال من أجل حقوق المرأة”.

output-onlinepngtools (1111)

السيناريو: لديك موعد نهائي لتقرير صوتي والكهرباء تنقطع، ماذا تفعل؟

احتاج (IMEMC) إلى إصدار تقرير صوتي مقرّر أن يتمّ بثه على محطات إذاعية مختلفة، لكن المكتب فجأة انقطع عن الاتصال بشبكة الكهرباء. بسرعة، وجد الفريق موقعاً جديداً. ذهبوا إلى منزل أحد الأصدقاء وأنشأوا استوديواً مؤقتاً من خلال تغطية النوافذ بالفرشات واستخدام مسجل صوت محمول، وقاموا بتحرير التقرير على جهاز كمبيوتر محمول ودفعه عبر الإنترنت في الوقت المناسب.

عندما يحدث هذا في غزة، حيث يوجد أيضاً انقطاع كبير في الكهرباء، يسجّل فريق IMEMC في الضفة الغربية تقارير صوتية عبر الهاتف من المساهمين في غزة. من خلال العمل بشكل أساسي مع التقارير الصوتية والنصية، تكون الحلول في مثل هذه المواقف أبسط وفقاً لجورج:

“كلما كان المنتج أكثر بساطة، كان إنتاجه أسهل. لن تكون الجودة هي نفسها باستخدام تقنيات الإنتاج هذه، لكنها أفضل من عدم إنتاجها ونشرها على الإطلاق “.

ماذا ستفعل إذا كان الأشخاص الذين تريد مقابلتهم لا يعرفون منصتك الإعلامية ولا يثقون في وسائل الإعلام؟

في عام ٢٠١٨، تم تكليف هندة بجمع لقطات من أجل تقرير في صحراء تطاوين. كان هناك اعتصام ضخم لحوالي ٢٠٠٠ رجل أمام شركة لتصنيع النفط والبنزين. ذهبت إلى هناك مع مصوّر شاب بعد أن بدأت وسائل الإعلام الرئيسية في مهاجمة المظاهرة، ووصفت المشاركين بأنهم مجموعة من المجرمين. على الأرض، بصفتها امرأة ذات شعر قصير تسير في بيئة محافظة، شعرت هندة أن المتظاهرين لن يقبلوا التحدث إليها.

قالت: “المشكلة أنهم لا يعرفون منظمتنا الإعلامية لأننا موجودون على الإنترنت. الناس هنا يستخدمون هواتفهم فقط للاتصال بـ فيسبوك. لأنني مررت بهذه التجربة من قبل في العديد من مناطق تونس ، خطرت لي فكرة طباعة مقالاتنا حول الاعتصامات والحركات الأخرى التي قد يعرفونها “.

وصلت هندة إلى الاعتصام بالمقالات المطبوعة. تشرح قائلة: “بالطبع عندما ذهبت إلى الاحتجاج مع هؤلاء، في غضون ثانيتين، أحاط بها رجلان غاضبان يخبرانها أنها لا تستطيع كتابة تقاريرها الصحفية ويقولان إنهما يكرهان جميع وسائل الإعلام”. رفعت هندة المقالات المطبوعة لتظهر أنّها عملت في مؤسسة إخبارية حقيقية وأخبرتهم أن هذه الوسيلة الإعلامية هي “الإعلام المستقل الوحيد”. كما أخبرتهم عن نشاطها الإعلامي الذي يدعم الحركات الاجتماعية الأخرى. نجح هذا النهج وانتهى الأمر بهندة إلى قضاء يومين في الاعتصام المفتوح لإجراء مقابلات ومشاركة الطعام مع المتظاهرين أثناء الحصول على اللقطات التي احتاجتها لتقريرها.

السيناريو: تقومين بالتدريب على كيفية العمل الناشط عبر الوسائط الرقمية، لكن الإنترنت يفشل في تحميل المواقع التي تستخدمينها في التدريب. ماذا تفعلين؟

في إحدى المرات كان فريق من الشبكة يقوم بإجراء تدريب على النشاط عبر الوسائط الرقمية، ولكن كان الإنترنت ضعيفاً ولم يتم تحميل المواقع. لمواصلة التدريب الذي كان مباشراً حينها، رسم مقدمو الورشة التدريبية مواقع الويب على اللوح الأبيض وأكملوا التدريب.

بالنسبة إلى ورش العمل المستقبلية، قام المدربون دائماً بعمل نسخة احتياطية تمكّنهم من عرض أيّ محتوى موجود على الإنترنت عبر تطبيق PowerPoint باستخدام لقطات من الشاشة لإظهار التفاصيل. بهذه الطريقة إذا فشل الاتصال بشبكة الإنترنت سيظل مدربو شبكة أنسم لديهم محتوى عملي لاستخدامه.

السيناريو: قوات الشرطة تداهم مكتبك بعنف وتعتقل أو تصادر معظم فريقك، ماذا تفعل؟

في نوفمبر/تشرين أول ٢٠١٩، بعد نشر مقال عن نجل الرئيس المصري الحالي على موقع مدى مصر، اقتحمت الشرطة مكتبهم. كان ثلثا الموظفين هناك وتم احتجازهم واستجوابهم، بل وتعرض بعضهم للاعتداء الجسدي ونقلهم إلى مركز الشرطة.

بدأ الجدول الزمني لحادثة مداهمة المكتب على هذا النحو: نشرنا قصة نجل الرئيس، وتم اعتقال محرر الأخبار لدينا من منزله في اليوم التالي ولم يعرف أحد مكانه لمدة يومين، ثم تمّ اقتحام المكتب. لاحقًا، تمّ إطلاق سراح الجميع “

يتذكر مصطفى أن المداهمة كانت تصعيدًا عنيفًا للإجراءات السابقة لمضايقتنا لأنها لم تكن تستهدف شخصًا واحدًا، بل الفريق العامل بأكمله في مدى مصر. علاوة على ذلك، حصل اعتداء جسدي حقيقي خلال المداهمة”. قام أعضاء الفريق الذين لم يكونوا حاضرين أثناء المداهمة بتغطية الحادث مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتعبئة الرأي العام من زملائهم ومحاولة حمايتهم من وحشية الشرطة.

يتذكر مصطفى قائلاً: “لقد كانت لحظة مربكة، تحول الصحفي إلى مذيع أخبار. إنها خطوة غبية [من قبل الشرطة] أن تحاول تحويل الصحفيين إلى مصدر للأخبار لأن الصحفيين يعرفون كيفية التحكم في السرد.”

بعد ساعات من انتهاء المحنة، أصيب أعضاء الفريق بالصدمة. احتاج فريق مدى مصر لدعم الصحة النفسية للتعامل مع صدمة الغارة العنيفة. بقي أعضاء الفريق على اتصال مع بعضهم البعض، وقد وفر ذلك نظام الدعم اللازم. مدى مصر حرص على رعاية أعضاء الفريق الذين احتاجوا للعلاج في المستشفى بعد الحادث.

وأشار مصطفى إلى أنه بعد الحادث لم يتم حذف المقال الذي أثار مداهمة الشرطة: “نحن لا نحذف أي شيء أبدًا، حتى عندما نخطئ في مقال، ننشر نسخة مصححة محدثة، لكننا لا نحذف النسخة الأصلية”.

وقال مصطفى وهو يتأمل هذه التجربة: “كنا نعلم أن الموضوع حساس، وستكون هناك نتائج خطيرة، لكننا لم نتوقع ما حدث. علاوة على ذلك، علمنا أنه يتعين علينا أن نكون دقيقين للغاية مع القصة وأن نتحقق جيدًا من جميع المعلومات والبيانات ولا نترك أي ثغرات وإلا فسيكون الخطأ قاتلاً “. بالنسبة للدروس المستفادة في مدى مصر حول كيفية البقاء آمنًا، نقل مصطفى عن زميله حسام، “عند الكتابة عن موضوع حساس، اكتب قصة يمكنك الدفاع عنها. لا مكان للفجوات.”

في الفترة التي أعقبت ذلك، عمل مدى مصر على تنظيف المكتب بعد الدمار الذي سببته مداهمة الشرطة ووضع خطة مداهمة لحماية أنفسهم في المستقبل من خلال تحصين المكتب وتشفير الاتصال وتأمين الموقع.

السيناريو: ماذا ستفعلون إذا تم نشر محتوىً ما وتمّ اتّهامكم بأنه غير قانوني من قبل عضو محلي في الحكومة، وطالب أيضاً بحظر موقع الويب في الأردن؟

في عام ٢٠١٧، اشتبكت ماي كالي مع عضوة البرلمان السيدة ديما طهبوب على تويتر. في مقابلة مع المنفذ الإخباري دويتشه فيله، ادّعت النائبة طهبوب أنّ المثليين غير مرحب بهم في الأردن واقترحت أنّها دعت إلى حظر موقع ماي كالي، بعد عام من حجبه فعلياً. عندما بدأت النائبة طهبوب حربها ضد ماي كالي لم تذكر أسباباً دينيةً بل اتهمت النشر بمخالفة القانون الأردني رقم ٤٩. المادة ٤٩ تطالب المطبوعات الصحفية في الأردن بالحصول على ترخيص وإلّا يجب إغلاقها.

لكن ماي كالي لم يكن موقعاً إخبارياً، حيث لا يناقش المنشور الشؤون الخارجية والداخلية الأردنية. لذلك لا ينطبق القانون عليهم وبسبب هذا تم حظر ماي كالي بشكل غير قانوني. وبحسب خالد، استهدفت النائبة طهبوب ماي كالي لتعزيز حملتها السياسية في الانتخابات المقبلة. رداً على ذلك، نشرت ماي كالي رسالة مفتوحة لتوضيح كل الالتباس حول هذا الصدام المفترض ولإعطاء وجهة نظرهم للتضليل الذي نشرته النائب.

بعد حادثة النائب طهبوب، أدركت ماي كالي أن الجمهور في الأردن لا يستطيع الوصول إلى المعلومات الصحيحة حول الإصدارات. بعد شهرين، أصدرت ماي كالي عدداً خاصاً بعنوان “قضية الهوية”، حيث أعادوا صياغة المظهر المرئي لـ ماي كالي، بما في ذلك تعريب الشعار وإنشاء ترتيب جديد للغلاف. وقال خالد إن هذا التغيير البصري رافقه نهج جديد في طريقة تغطية المجلة للموضوعات.

قال، “لقد حرصنا على التحدث عن كل شيء من الصفر، لذلك إذا كنا سنتحدث عن الجنس … فسنخاطب الجمهور مثل الأطفال” لإعطاء أي قارئ فرصة لفهم القضايا.”

كان هذا الموضوع ناجحاً، وشعرت ماي كالي أنهم أخيراً يعالجون القضايا بشكل مناسب بطريقة تلائم جمهورهم في الأردن وفي جميع أنحاء المنطقة العربية.

دِراية | Copyright © 2020 Diraya